29‏/1‏/2013

يفعل اللين مالا تفعله الشدة

حسنا خلاد
انت تتجول في الشوارع تستوقفك مناظر كثيرة لظواهر عديدة بدأت تنبثق داخل مجتمعنا وتعودنا على رؤيتها . ومن بين هذه الظواهر  التي تثير التساؤل  حقا هو منظر عشرات بل المئات من الرجال والشباب جالسون على قوارع الطرقات ونواصي المقاهي , إزاء القيل والقال وتعرية تصرفات هذا وذاك والنظر إلى مؤخرة الرائحين و العائدون، لم اجد وصفا يليق بهذه الأعين  المصطفة التي تحدق وتتفحص المارة دون إستحياء حتى إن الإنسان لا يشعر بالقلق والتوتر وهو يجتاز هذه الاوكار التي ترخي اسدالها على امتداد الشوارع .
مما لاشك فيه ان ظاهرة  انتشار هذه المقاهي  اكثر من الحد المعقول واكتضاضها بالعاطلين يدل على كسل وخمول المجتمع .
اما نوع الوظائف التي تقدمها لمريديها هي التسلية والترفيه عن طريق لعب " الكرطة " و"ظامة "و"ضومينو"   وغيرها  وهناك مقاهي للأغنياء والطبقة المتوسطة ومنها مقاهي معروفة  بالسماسرة  "البزنس" والقمار  أوالشيشة وأخرى للدعارة يلجئ إليها من يبحث عن شريك جنسي, تعددت الاختصاصات والمقهى واحد,إذ اصبحت  المكان المفضل الذي ياؤي إليه الكثيرون لهدر الوقت وإغتيال الزمن ومشاهدة المباريات، حتى ان فئة كثيرة ادمنت على هذة البؤر  ولاتعود لبيوتها إلا في اوقات  متأخرة لتناول العشاء او الخلود إلى النوم،  فالإنسان الذي تدهب ساعات يومه هباء منثورا داخل هذه الفضاءات  "فالرد الراكم" دون ان يدرك قيمة وقته وفيما انفقه مجرد انسان يزاحم البشر على الأوكسجين ويضاعف من ثاني أوكسد الكربون  فوق الأرض في عشرينيات القرن المنصرم .لعبت هاته الأخيرة في المنطقة العربية دورا مهم حيث كانت تجمعا للأدباء  والفنانين  والمثقفين  وقاعدة لانطلاق  المناضلين ومنبع لتغدية الفكر وفي المناطق المحتلة وجنوب المغرب حسب علمي لايوجد مقهى  ثقافي  يتوفر على مكتبة وشبكة أنترنيت بدون تدخين،  تقام فيه ندوات وتفتتح فيه  صالونات  فكرية بين الاصدقاء ولو توفرت هذه الشروط لكان الحال  أفضل  بدلا  من هذه الجحور التي تشرع ابوابها لفئات عمرية عديدة من سن 18 وما دونها  وهذا صيد سهل يعلق بشباك الشيشة والمخدرات وما جاورهما فهدا نمط إستهلاكي  خطير في المجتمع ونوع من الغزو  الثقافي الذي يهدد الهوية الصحراوية حذاري  يفعل اللين ما لاتفعله الشدة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
electronic cigarette review